التغيير والوعي- نبذ التعصب وبناء إعلام مسؤول

المؤلف: أحمد الشمراني08.21.2025
التغيير والوعي- نبذ التعصب وبناء إعلام مسؤول

أودُّ أن أصحبكم اليوم في رحلة إلى فضاء الكلمات الرحب، لنستشرف آفاق التغيير المنشود، بعد أن قادتنا تعابير الصِّبية الطائشة إلى دروب لا تمتُّ بصلة إلى هويتنا ولا إلى قيم مجتمعنا الأصيل.

أتوق للخروج من هذه الدائرة المفرغة، كي أنفض عن ذاكرتي غبار تلك العبارات المبتذلة وملامح أصحابها الشاحبة التي تطالعنا من كل حدب وصوب في هذا العالم الرقمي.

هذا الخطُّ المُعوجّ الذي يرموننا بسهامه المسمومة، لم نسعَ إليه، بل قُدِّم إلينا على طبق من فضة، بينما كنا نؤمن بالتعددية ونعلي من شأنها، ونطرح آراءً متنوعة تراعي حق الوعي والإدراك.

لقد واكبنا ردود أفعال متباينة، كانت تبعث فينا الفخر والاعتزاز، وحتى تلك التي نزعت عنا رداء الوطنية الزائف، كنا نستهزئ بها ونضحك عليها، لأننا نمضي قُدماً بخطى ثابتة وواثقة.

لا يهم، ففي غياهب ذلك الزمن الغابر، وضعنا حجر الأساس لمرحلة إعلامية متفردة، هي التي جعلت ذلك الخط المشين حاضراً بكل تفاصيله الدقيقة حتى يومنا هذا.

لا أدري هل ما زال عشاق الهلال يتذكرون موقفي الثابت والقوي تجاه قضاياهم الحساسة التي كانت تُطرح في البرامج الحوارية، والتي أجزم بأنني كنت أصدح برأيي فيها بصوت عالٍ، ومن يمتلك ذاكرة حية سيدرك تماماً عن أي شيء أتحدث.

وأقولها بكل يقين وثقة، لا تباهياً أو غروراً، لو كان بيننا حينها إعلامي هلالي مُحنّك، لما تفوَّه عن الهلال وقضاياه بأجمل ممَّا قلت، أليس كذلك يا أبا زايد؟

تلك هي قناعتي الراسخة، ولم تكن تملقاً أو استغلالاً لموقف عابر، كنت أقولها تجاه الهلال كما أقولها تجاه الأهلي، دون تحيز أو تفرقة.

يقول الزميل القدير صالح الطريقي في منشوره القيّم: من حقك الكامل أن ترد على من تشاء، أو أن تلتزم الصمت والسكينة.

ولكن ليس من حقك أبداً أن تُصنّف البشر إلى مراتب عليا ودنيا، فتسلبهم حقوقهم المشروعة.

لأن العنصري المتغطرس يعتقد جازماً بأن هناك بشراً أدنى منه مرتبةً، وبالتالي لا يحق لهم المطالبة بنفس الحقوق التي يتمتع بها هو.

أخيراً: الأغبياء يمتازون بموهبة فذة في سرقة وقت الآخرين الثمين وتبديده في توافه الأمور.

- كيريل بينيديكت

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة